كل إنفراجة في الحياة يعقبها مصاعب .. فلا تسير الحياة
على وتيرة واحدة .. يوم تضحك لنا الحياة ويوماً تصفعنا
بالأزمات وتؤدى بنا المحن .. يوماً تمدنا بالقوة وأيام نعانى من البطش والقهر ..
غريبة هى تلك الحياة .. لذلك يقال أنها دنيا وليست جنة
..
فلماذا هذا التعلق المستميت بها .. فى النهاية ستتركها
ولن تبقى غير سيرتك ..
وأنت من تحدد إن كانت ستكون جيدة أم لا ..
هل تأتى غرابة الحياة من البشر المتواجدين عليها ؟
هم الذين ما إن يضعوا أيديهم على شيء حتى يلوثوه ببصماتهم
من الكرهه والحقد .. وكل شيء يدعو للشر ..
ووُلد من رحم الغيره..
ذلك الشعور
البغيض فى زوايا نفسك الذى يجعلك تكن الكرهه لغيرك بدلاً من أن تحاول أن تصلح من
نفسك وتقومها لتستطيع المساواة مع غيرك فيما أختصه الله به عليك والله لا يظلم
أحداً .. ولكن أنت ما أن تسنح لك الفرصة بظلم من تكرهه وتحقد عليه لن تتسنى عن التقاطها
.. فتظلم وتجرح وتأكل لحمه غيباً بالباطل .. تأكلك نيران الغيرة وتزيدك شرور أصبحت
كمتعاطى المخدرات .. كلما شعرت بالضعف والوهن تفتش فى طيات خيباتك عن أسهل وسيلة
تُسكن ضعفك لفترة ..
تقوم بتغذية روحك بالإثم والفُجر .. تحسد وتكرهه تبغض
وتطمع تكذب وتنافق .. وتدور الدائرة على باغى الشرور .. فليس ببعيد أن تُشعلك نيران الغيره وتجعلك
نُسخة مكررة من "قابيل" فتلك لم تكن حادثة فردية .كانت الأولى ولم تكن الأخيرة فى الحياة
.. إنما كانت درس وعظة ولكن مع الأسف الأغلب أخذها درساً للتكرار وعظة أن أذية البشر
لم يكونوا أول من فعلوها ولن يكونوا أخرهم ..
فـ أنت ستظل تعيش الحياة بقلب أسود إذا بقيت على ما أنت
عليه ..
سترتدى بياض
الثياب وحجاب الفضيلة .. علك تقنع من حولك أنك لست ما أنت عليه ..
أمثال هؤلاء لا يجدوا راحة فى تلك الحياة مهما زُينت لهم
أنفسهم أعمالهم
مهما ظهرت لك أثامك عكس ما تصنع وفُرشت لك على طاولة
التبريرات ما يجعل نفسك مُخدرة بالعدوانية
وأن تبقى راضية عما تفعل ..
تظلم وتقهر .. وتتمنى العفو والغفران ..
"فالظلم ظلمات يوم القيامة "..
فأذية البشر لها عقاب من جنس عملك ..
وسواد قلبك لن يُغسل بماء التوبة أبداً
فكل دقة فى قلبك تنبض بإثم.. آثامك فأضت حتى أغرقت كل من
حولك ونسيت نفسك فى بحر ظُلمك ..
لتجر ذيول الندامة والحسرة يوم لن ينفعك سوى عملك البغيض
.. فلن يكن وقتها من عودة ..
فـ الغفران لمن هم من أمثالك لا يستحقوه ..
لسنا فى هذه الحياة ملائكة نحن بشر نخطئ ننساق أحياناً
وراء أنفسنا الأمارة بالسوء .. لكن كلنا رقيب على نفسه .. ومهما أردتك نفسك صريعاً
فى رمال أخطائك .. فأبواب التوبة مفتوحة لنا جميعاً والله غفور رحيم .. ولكن عندما
تطال أخطائك الغير .. يجب أن تطالب نفسك بوقفة
حاسبها هذبها أنبها أعتذر أطلب الغفران .. لا تقم بتمثيل
دور الضحية على صلبان الطغاة .. فليس هناك من طاغى سواك .. ولكل طاغى نهاية
والأيام دوارة .. ولكل نفس ظُلمت وجار عليها القريب
والغريب حقك لن يأخذه لك سوى الله ..
فأصبحنا فى هذا
المجتمع نتخلى عن صفاتنا البشرية ونترك أنفسنا ترعى فى مرعى الشياطين ..
هاجر الشيمي ..