الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

↑.. البعض يفضلونها بيضاء .. ↓ (قصه قصيره )




"بيضاء ممشوقة القوام جميله تقدس الحياة الزوجيه متفرغه وتشارك بالأثاث"

بهذه الكلمات أختتمت "أمل" قرائتها فى الجريده التى دوماً تقرأ باب البحث عن شريك الحياة بها

وكم ملتْ من هذه الكلمات المعاده التى طالما قرئتها وسرحت بمخيلتها فى سراديب حياتها وبدأت تراجع تفاصيلها وكيف

عاقبها المجتمع وأطلق عليها لقب " عانس"

لتبحث عن الحل فى "عريس" ينقذها من نظرة المجتمع الذى يحتقر المرأه بدون زوج

كأنها أصبحت سلعه تباع وتشترى وهناك من يحدد المواصفات..

لم يبق سوى أن يكتب عليها تاريخ الصلاحيه

وتوضع فى واجهات المحلات..

لم تجد ما تفعله سوى أن تراسل الجريده بإلحاح من أمها

ويتحدد الموعد فى صالون المنزل

فبالنسبه لوالديها هى عبء ثقيل يجب التخلص منه فى أسرع وقت فقد تخطت حاجز الثلاثين

ودخل بيتهم الكثير لمعاينة العروس وخرجوا ولم يعودوا ثانيه..

لم تسلم أمها ولا هى من همز وغمز الجارات والقريبات

وكل واحده تشير عليها بنصيحة من خبيره

جعلت نفسها وصيه على البنت لتحرك شفتاها فى وضع التعجب

لتتسأل بوقاحه من يتدخل فى أمور غيره لماذا تظل فتاه تخلو من العيوب على حد قولها بدون زواج..!!

وعندما تصطدم بإحداهم داخل العماره وتبدأ بتحيتهم لا تسمع سوى الدعوات

لها بالحصول على الزوج قبل فوات الأوان..

بذلك أصبحت "أمل" والتخلص منها لأى "عريس" أصبح هو ما يشغل أبويها

وكانت حجتهم المعهوده

بأنهم يتمنون الإطمئنان عليها فى منزل زوجها قبل وفاتهم..

تذكرت عندما تخرجت من الكليه

كم كانت تغمرها السعاده وهى ترسم مستقبلها الباهر أمامها بالبحث عن الوظيفه المناسبه

لكنها صدمت عندما أجبرها والديها بالجلوس فى المنزل بإنتظار "العريس"

وعلى حد قول أمها

إنها لم تتركها تذهب للجامعه إلا للحصول على الزوج المناسب

وتتعجب لماذا لم تأتى أمل بهذا الزوج من الجامعه كما تفعل معظم الفتيات

وعندما عادت أمل من ذكرياتها المريعه إلى الحاضر الأكثر بؤساً..


وجاء فى الموعد المحدد لتتفأجأ أمل عندما تراه

وتقول فى نفسها

لماذا يريد رجل مثل هذا أبعد ما يكون عن الذوق والجمال أنه حتى بمظهره يدعو للغباء

أن يشترط ممن ترتبط به أن تكون على قدر كاف من الجمال لماذا لا أطالبه أنا بذلك

أخرجها من حديثها مع النفس .. نظراته وهو يتفحصها بعنايه لكى يراها هل هى على المستوى المطلوب من مواصفاته
أم سيأخذ علبه الشيكولاته الرديئه هذه ويذهب بها من هنا

تمنت أن يذهب وأن تركله ركلاً من على درجات المنزل

وتقول له بأعلى صوتها ليست هذه هى الطريقه لمعاملة الفتيات

أحتقرته من أول وهله وأحتقرت نفسها كثيراً

شعرت أنها ضئيله فى هذه الحياه لا تساوى قيمه حشره

أو كائن مجهرى لا يرى بالعين المجرده

وبدأ هو فى أستجوابها عن مؤهلها وما تستطيع أن تقدمه له

هل تستطيع الطهى والأعتناء بشئونه

كانت ترد عليه بالإيجاب.. فكل كلمه تنطقها ينظر إليها أبويها نظرة من نار

وعينيهم تنطق لا تقولى سوى أجل أعرف كل شئ أنا هى من تبحث عنها

وجدتهم يحددوا يوماً أخر ليتم الخطبه بعد السؤال عنه

ويذهب عريس الغفله ويسلم على العروس بسعادة تعلو وجهه إبتسامة الحمقى

لتكشف عن أسنان صفراء أحتلها السوس وأقام معسكراته بها..

وفى غرفه "أمل" كانت تحاور أمها

وتتوسل إليها أن لا توافق على هذا "العريس" فهو معدوم الثقافه واللباقه

ومظهره يتجاوز بكثير سنواته التى فى واقعها قد شارف على الخمسون

وبأنها لن تستطيع أن تتوافق معه نفسياً ولا جسدياً

لتجيبها أمها بكلمات من نار أنها تخطت حاجز الثلاثين

وأصبحت فى نظر الناس والمجتمع عانس

ولن يكن من حقها الأختيار بعد الأن

وأنها يجب أن تتقبله بكل عيوبه فهى أيضاً لا تخلو من العيوب

لم يكن أمام "أمل" أى مفر سوى القبول

فى الشهور التاليه تمت الخطبه ...

وتحدد يوم الزفاف وجاء سريعاً

لتفأجأ "أمل" ببشاعة هذا الإنسان الذى تزوجته

وتتأكد كل يوم أن نظرتها الأوليه به لم تكن سوى قطرة من محيط

كان صدمتها به لا توصف

وهو يحاول إنتهاك أدميتها بدون

أستئذان وكيف عاقبها وأنهرها بوابل من السباب والضرب فى أنحاء متفرقه من جسدها

وبعدما فرغ منها تركها فى دمائها ممزقه الكبرياء

لينظر لها بإحتقار ولسانه يقول..

لم أتزوجك إلا لتكونى لى خادمة ليس أكثر وأن تعتنى بى وبشئونى

ليس من حقك هنا التحدث أو الإعتراض إلا بإذنى

إن كان هناك ما تفعلينه فهو تقبيل يدى فلقد أنقذتك من العنوسه

يا "عانس"

بهذه الكلمات بدأت "أمل" حياتها الزوجيه وأدركت أنها لن تكن سوى جحيم

وأن نيران العانس أهون بكثير من أمطار زوجة بائسه او بالأصح خادمة تحمل مؤهل الزوجيه

حتى يرضى عنها المجتمع والناس

فى الصباح أتى والديها للإطمئنان عليها والمباركه للعروسين

وعندما وجدتها والدتها فى هذه الحاله من الأعياء والأنهيار بسبب التصرف الوحشى الذى قام به الزوج معها

ذهبت إليه والدتها لتستوضح منه لماذا فعل ذلك بإبنتها الوحيده

لكنها تفاجئت بالزوج يكشر عن شخصيته الوقحه لينهرها هى وزوجها ويطردهم من المنزل

وهو يهتف بأعلى صوته

أنها زوجته ومن حقه أن يفعل بها ما يريد ولم يعد من حقهم الإعتراض بعد الأن

تفاجأ الوالدين بهذا الشخص المريع وكيف أنهم تركوا له إبنتهم بعين الرضا

وكم عانت "أمل" فى الأيام والشهور التاليه لم تكن ترى منه سوى المعامله الجافه والاحتقار من تجاهه دوماً

وهى تتوسل إليه أن يسمح لها برؤيه والديها حتى سمح لها برؤيتهم

وأصبحت والدتها تحثها على التحمل خشية الفضيحه

وكلماتها المعهوده تبدأ فى الرنين فى أذن أمل

فليس مسموح بلقب مطلقه فى عائلتهم وماذا سيكون رد فعل الجميع عندما يعلموا بذلك

وإذا تطلقت من زوجها هذا لن تجد غيره زوج

لتجيبها "أمل" البائسه بنظره من الخضوع وكلمات تدمى القلب

معك حق ليس بالإمكان أن أصبح مطلقه خشيه المجتمع

وسابقاً لم يكن مسموحاً لى أن أكون بلا زوج خشية العنوسه..

وفى الليل ظلت "أمل" تخط بقلمها كلمات .. وفى الصباح أرسلتها لنفس الجريده التى تكتب إعلانات الزواج ..


من بين الخطابات الكثيره التى تأتيه دوما تفأجأ المحرر المسئول عن هذا الباب

بهذه الأوراق

ليجد فى طياتها مأساة "أمل"

وبنهاية معاناتها ترسل طلبها الملحق بالخطاب

بيضاء ممشوقه القوام تقدس الحياه الزوجيه التى لا تعرف كيف هى هذه الحياه..

للقراء حريه الأختيار

أتفضلونها عانس أم مطلقه؟؟


Hagar Elshimy

هناك تعليقان (2):

ṀiŜs.ĴŋỘộЙ يقول...

قصه رائعه جدا
الى متى يظل المجتمع يلوم المرأة العانس والمطلقه وكأنها هي من اختار حياتها

Hagar Elshimy يقول...

عزيزتى ... قطرة ندى

كما ذكرتى غاليتى إلى متى يظل المجتمع يلوم المرأه ليست العانس أو المطلقه فقط ..
فالمرأه فى جميع الظروف تصبح مجنى عليها فى مجتمعاتنا لينفرد الرجل ببسط جناحيه والرفره فى أفقه الضاله ليعلن عن سياديته ..
الجميع يلوم المرأه وربما حتى المرأه الأخرى التى رضخت للعبوديه وملئت رأسها بأحجار الغيره والحقد لتظل راضخه فى دهاليز الذل
مرور غال أصابنى بالبهجه ..
دمتى بود