متطلعة إلى ساعتها فى توجس محدثة نفسها بأنها
تأخرت عن
موعدها المعتاد فى العوده إلى المنزل ستنزعج
والدتها كثيراً وربما تفكر
أنه حدث لها مكروه .. وبدأت تراجع الأحداث داخل
أروقة عقلها
وكيف وقفت فى تحدىً هى ووالدتها أمام عائلتها
عندما قبلت أن تلتحق
بجامعة فى إحدى محافظات مصر التى تبعد الساعتين
والنصف عن مدينتها العاصمة..
وقالت لأمها سأكون فى محل ثقتك أمى فقط دعينى أذهب ..
وبإلحاح منها وافقت الأم وذهبت الفتاة لتدرس
هناك
فكانت تذهب صباحاً فى الخامسة لتعود قبل أن
تبلغ الساعة السابعة
مساءاً..
كانت سعيدة ببعد المسافة عن مدينتها وأعتبرتها
مغامرة جديدة تحياها
كانت فرحة بإختيارها وبأصدقائها الذين تعرفت
عليهم أثناء الدراسة
لكن الجميع من أصدقائها بدأ يلاحظ عليها التغيرات
التى طرأت عليها مؤخراً..
أصبحت حزينة متغيره فبدلاً من أن تبعثر الضحكات
والبسمات كعادتها
أصبحت تجلس وحيدة متشحة بالسواد .. فقدت الرغبه
فى التعبير عما يدور بخلدها .
وفضلت الصمت وأبعدت الجميع عنها..حتى قررت أن
تنتقل مرة أخرى إلى مدينتها..
جالسة بالقطار تحمل أوراق نقلها وتنظر إلى
الساعه فى معصمها كل دقيقه
وتتفقد هاتفها بحثاً عن أى أتصال وارد من أمها
فلم تجد ..
وتحث نفسها على الأتصال بأمها حتى لا تقلق
عليها فلقد تعدت الساعة السابعة ..
وتقول فى نفسها لماذا لم تتصلى بى يا أماه .. ألم
تعلمى أن إبنتك تأخرت عن موعدها المعتاد ..ألم يصيبك القلق على إبنتك..
ووصلت الفتاه إلى منزلها فى الثامنة.. تطرق
الباب مرات عديدة
لم تفتح لها أمها الباب ..
أمسكت مفتاحها وأدارته داخل القفل وشرعت
بالدخول وظلت تبحث داخل الغرف وتنادى على أمها ..
أماه أعذرينى لقد تعطل بى القطار وتأخرت فى
العودة ..أماه لماذا لم
تتصلى بى ألم تقلقى على إبنتك كما تفعلين دوماً
لم يأتها الرد ولم تجد أمها .. ألقت بأحزانها
على فراش الوحدة
فقد تذكرت أن أمها رحلت وفارقت الحياة ..
Hagar Elshimy